کد مطلب:90494 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:518

خطبة له علیه السلام (07)-فی بیان قدرة اللَّه و انفراده بالعظ















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحیِم اَلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمینَ، [ وَ الصَّلاَةُ عَلی مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْمُرْسَلینَ ].

أُوصیكُمْ، عِبَادَ اللَّهِ، بِتَقْوَی اللَّهِ، وَ أَحْمُدُ إِلَیْكُمُ اللَّهَ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ.

أَوَّلُ كُلِّ شَی ءٍ وَ آخِرُهُ، وَ مُبْتَدِئُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مُعیدُهُ[1].

كُلُّ شَیْ ءٍ خَاشِعٌ لَهُ، وَ كُلُّ شَیْ ءٍ قَائِمٌ بِهِ، وَ كُلُّ شَیْ ءٍ ضَارِعٌ إِلَیْهِ، وَ كُلُّ شَیْ ءٍ مُشْفِقٌ مِنْهُ.

خَشَعَتْ لَهُ الأَصْوَاتُ، وَ قَامَتْ بِأَمْرِهِ الأَرْضُ وَ السَّموَاتُ، وَ ضَلَّتْ دُونَهُ الأَعْلاَمُ، وَ كَلَّتْ دُونَهُ الأَبْصَارُ.

سُبْحَانَهُ مَا أَعْظَمَ شَأْنَهُ، وَ أَجَلَّ سُلْطَانَهُ[2].

أَمْرُهُ قَضَاءٌ وَ حِكْمَةٌ، وَ رِضَاهُ أَمَانٌ وَ رَحْمَةٌ، وَ كَلاَمُهُ نُورٌ، وَ سَخَطُهُ عَذَابٌ.

وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ، شَدیدُ النَّقْمَةِ، قَریبُ الرَّحْمَةِ[3].

یَقْضی بِعِلْمٍ، وَ یَعْفُو بِحِلْمٍ، غِنی كُلِّ فَقیرٍ، وَ عِزُّ كُلِّ ذَلیلٍ، وَ قُوَّةُ كُلِّ ضَعیفٍ، وَ مَفْزَعُ كُلِّ مَلْهُوفٍ.

یَعْلَمُ مَا تُكِنُّ الصُّدُورُ، وَ مَا تَخُونُ الْعُیُونُ، وَ مَا فی قَعْرِ الْبُحُورِ، وَ مَا تُرْخی عَلَیْهِ السُّتُورُ.

اَلرَّحیمُ بِخَلْقِهِ، الرَّؤُوفُ بِعِبَادِهِ، عَلی غِنَاهُ عَنْهُمْ وَ فَقْرِهِمْ إِلَیْهِ[4].

مَنْ تَكَلَّمَ سَمِعَ نُطْقَهُ، وَ مَنْ سَكَتَ عَلِمَ سِرَّهُ، وَ مَنْ عَاشَ فَعَلَیْهِ رِزْقُهُ، وَ مَنْ مَاتَ فَإِلَیْهِ مُنْقَلَبُهُ[5].

اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلی مَا تَأْخُذُ وَ تُعْطی، وَ عَلی مَا تُعَافی وَ تَبْتَلی[6]، وَ عَلی مَا تُمیتُ وَ تُحْیی،

حَمْداً یَكُونُ أَرْضَی الْحَمْدِ لَكَ، وَ أَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَیْكَ، وَ أَفْضَلَ الْحَمْدِ عِنْدَكَ، حَمْداً یَمْلأُ مَا خَلَقْتَ، وَ یَبْلُغُ

[صفحه 107]

مَا أَرَدْتَ، حَمْداً لاَ یُحْجَبُ عَنْكَ، وَ لاَ یُقْصَرُ[7] دُونَكَ، وَ یَبْلُغُ فَضْلَ رِضَاكَ، حَمْداً یَفْضُلُ حَمْدَ مَنْ مَضی، وَ یَعْرِفُ حَمْدَ مَنْ بَقی[8]، حَمْداً لاَ یَنْقَطِعُ عَدَدُهُ، وَ لاَ یَفْنی مَدَدُهُ.

فَلَسْنَا نَعْلَمُ كُنْهَ عَظَمَتِكَ، إِلاَّ أَنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ حَیٌّ قَیُّومٌ لاَ تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَ لاَ نَوْمٌ.

لَمْ یَنْتَهِ إِلَیْكَ نَظَرٌ، وَ لَمْ یُدْرِكْكَ بَصَرٌ، وَ لاَ یَقْدِرُ قُدْرَتَكَ مَلَكٌ وَ لاَ بَشَرٌ[9].

أَدْرَكْتَ الأَبْصَارَ، وَ كَتَمْتَ الآجَالَ[10]، وَ أَحْصَیْتَ الأَعْمَالَ[11]، وَ أَخَذْتَ بِالنَّوَاصی وَ الأَقْدَامِ.

لَمْ تُعَنْ فی قُدْرَتِكَ، وَ لَمْ تُشَارَكْ فی إِلهَیَّتِكَ، وَ لاَ یَبْلُغُكَ بُعْدُ الْهِمَمِ، وَ لاَ یَنَالُكَ غَوْصُ الْفِطَنِ، وَ لاَ یَنْتَهی إِلَیْكَ نَظَرُ النَّاظِرینَ.

إِرْتَفَعَتْ عَنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقینَ صِفَةُ قُدْرَتِكَ، فَلاَ یَنْتَقِصُ مَا أَرَدْتَ أَنْ یَزْدَادَ، وَ لاَ یَزْدَادُ مَا أَرَدْتَ أَنْ یَنْتَقِصَ.

وَ كَیْفَ تُدْرِكُكَ الصِّفَاتُ، أَوْ تَحْویكَ الْجِهَاتُ، وَ قَدْ حَارَتْ فی مَلَكُوتِكَ مَذَاهِبُ التَّفْكیرِ، وَ حَسِرَ عَنْ إِدْرَاكِكَ بَصَرُ الْبَصیرِ[12].

وَ مَا الَّذی نَری مِنْ خَلْقِكَ، وَ نَعْجَبُ لَهُ مِنْ قُدْرَتِكَ، وَ نَصِفُهُ مِنْ عَظیمِ سُلْطَانِكَ، وَ مَا تَغَیَّبَ عَنَّا مِنْهُ، وَ قَصُرَتْ أَبْصَارُنَا عَنْهُ، وَ انْتَهَتْ[13] عُقُولُنَا دُونَهُ، وَ حَالَتْ سُتُورُ[14] الْغُیُوبِ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ،

أَعْظَمُ.

فَمَنْ فَرَّغَ قَلْبَهُ، وَ أَعْمَلَ فِكْرَهُ، لِیَعْلَمَ كَیْفَ أَقَمْتَ عَرْشَكَ، وَ كَیْفَ ذَرَأْتَ خَلْقَكَ، وَ كَیْفَ عَلَّقْتَ فِی الْهَوَاءِ سَموَاتِكَ، وَ كَیْفَ مَدَدْتَ عَلی مَوْرِ الْمَاءِ أَرْضَكَ، ضَلَّ هُنَالِكَ التَّدْبیرُ فی تَصَاریفِ الصِّفَاتِ لَكَ.

[صفحه 108]

فَمَنْ تَفَكَّرَ فی ذَلِكَ[15] رَجَعَ طَرْفُهُ حَسیراً، وَ عَقْلُهُ مَبْهُوراً، وَ سَمْعُهُ وَ الِهاً، وَ فِكْرُهُ حَائِراً.

وَ كَیْفَ یُطْلَبُ عِلْمُ مَا قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ عِزِّ شَأْنِكَ، إِذَا أَنْتَ فِی الْغُیُوبِ وَ لَمْ یَكُنْ فیهَا غَیْرُكَ، وَ لَمْ یَكُنْ لَهَا سِوَاكَ؟.

لَمْ یَشْهَدْكَ أَحَدٌ حَیْثُ فَطَرْتَ الْخَلْقَ، وَ لاَ نِدٌّ حَضَرَكَ حینَ ذَرَأْتَ النُّفُوسَ.

فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً مُتَوَالِیاً یَدُومُ وَ لاَ یَبیدُ، غَیْرَ مَفْقُودٍ فِی الْمَلَكُوتِ، وَ لاَ مُنْتَقَصٍ فِی الْعِرْفَانِ، فِی اللَّیْلِ إِذَا أَدْبَرَ، وَ فِی الصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ، بِالْغُدُوِّ وَ الآصَالِ، وَ الْعَشِیِّ وَ الاِبْكَارِ.

كَلَّتِ الأَلْسُنُ عَنْ صِفَتِكَ، وَ انْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِكَ، وَ تَوَاضَعَتِ الْمُلُوكُ لِهَیْبَتِكَ،

وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِعِزَّتِكَ، وَ انْقَادَ كُلُّ شَیْ ءٍ لِقُدْرَتِكَ، وَ خَضَعَتِ الرِّقَابُ لِسُلْطَانِكَ.

وَ كَیْفَ لاَ یَعْظُمُ شَأْنُكَ عِنْدَ مَنْ عَرَفَكَ، وَ هُوَ یَری مِنْ عِظَمِ خَلْقِكَ مَا یَمْلأُ قَلْبَهُ، وَ یُذْهِلُ عَقْلَهُ، مِنْ رَعْدٍ یَقْرَعُ الْقُلُوبَ، وَ بَرْقٍ یَخْطَفُ الْعُیُونَ؟[16].

لَمْ تَرَكَ الْعُیُونُ فَتُخْبِرَ عَنْكَ، بَلْ كُنْتَ قَبْلَ الْوَاصِفینَ مِنْ خَلْقِكَ.

لَمْ تَخْلُقِ الْخَلْقَ لِوَحْشَةٍ، وَ لاَ اسْتَعْمَلْتَهُمْ لِمَنْفَعَةٍ، وَ لاَ یَسْبِقُكَ مَنْ طَلَبْتَ، وَ لاَ یُفْلِتُكَ مَنْ أَخَذْتَ،

وَ لاَ یَنْقُصُ سُلْطَانَكَ مَنْ عَصَاكَ، وَ لاَ یَزیدُ فی مُلْكِكَ مَنْ أَطَاعَكَ، وَ لاَ یَرُدُّ أَمْرَكَ مَنْ سَخِطَ قَضَاءَكَ،

وَ لاَ یَسْتَغْنی عَنْكَ مَنْ تَوَلَّی عَنْ أَمْرِكَ.

كُلُّ سِرٍّ عِنْدَكَ عَلاَنِیَةٌ، وَ كُلُّ غَیْبٍ عِنْدَكَ شَهَادَةٌ.

أَنْتَ الأَبَدُ لاَ أَمَدَ لَكَ، وَ أَنْتَ الْمُنْتَهی لاَ مَحیصَ عَنْكَ، وَ أَنْتَ الْمَوْعِدُ لاَ مَنْجَا مِنْكَ[17].

بِیَدِكَ نَاصِیَةُ كُلِّ دَابَّةٍ، وَ إِلَیْكَ مَصیرُ كُلِّ نَسَمَةٍ، وَ بِإِذْنِكَ تَسْقُطُ كُلِّ وَرَقَةٍ[18].

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ[19] مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ.

سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ مَا نَری مِنْ خَلْقِكَ، وَ مَا أَصْغَرَ عَظیمَهُ فی جَنْبِ قُدْرَتِكَ. وَ مَا أَهْوَلَ مَا نَری مِنْ مَلَكُوتِكَ، وَ مَا أَحْقَرَ ذَلِكَ فیمَا غَابَ عَنَّا مِنْ سُلْطَانِكَ، وَ مَا أَسْبَغَ نِعَمَكَ فِی الدُّنْیَا، وَ مَا أَحْقَرَهَا[20]

[صفحه 109]

وَ مَا أَصْغَرَهَا فی جَنْبِ[21] نِعَمِ[22] الآخِرَةِ.

مِنْ مَلاَئِكَةٍ أَنْشَأْتَهُمْ إِنْشَاءً، فَ[23] أَسْكَنْتَهُمْ سَموَاتِكَ، وَ رَفَعْتَهُمْ عَنْ أَرْضِكَ، وَ أَكْرَمْتَهُمْ بِجُودِكَ،

وَ ائْتَمَنْتَهُمْ عَلی وَحْیِكَ، وَ جَنَّبْتَهُمُ الآفَاتِ، وَ وَقَیْتَهُمُ الْبَلِیَّاتِ، وَ طَهَّرْتَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ، فَلَیْسَ فیهِمْ فَتْرَةٌ،

وَ لاَ عِنْدَهُمْ غَفْلَةٌ، وَ لاَ بِهِمْ مَعْصِیَةٌ، لاَ یَغْشَاهُمْ نَوْمُ الْعُیُونِ، وَ لاَ سَهْوُ الْعُقُولِ، وَ لاَ فَتْرَةُ الأَبْدَانِ[24].

هُمْ أَعْلَمُ خَلْقِكَ بِكَ، وَ أَخْوُفُهُمْ لَكَ، وَ أَقْرَبُهُمْ مِنْكَ، لَمْ یَسْكُنُوا الأَصْلاَبَ، وَ لَمْ یُضَمَّنُوا الأَرْحَامَ، وَ لَمْ یُخْلَقُوا مِنْ مَاءٍ مَهینٍ، وَ لَمْ یَتَشَعَّبْهُمْ[25] رَیْبُ الْمَنُونِ.

وَ لَوْ لاَ تَقْوِیَتُكَ لَمْ یَقْوَوْا، وَ لَوْ لاَ تَثْبیتُكَ لَمْ یَثْبُتُوا، وَ لَوْ لاَ رَهْبَتُكَ لَمْ یُطیعُوا، وَ لَوْ لاَ أَنْتَ لَمْ یَكُونُوا[26].

وَ إِنَّهُمْ عَلی مَكَانِهِمْ مِنْكَ، وَ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَكَ، وَ اسْتِجْمَاعِ أَهْوَائِهِمْ فیكَ، وَ كَثْرَةِ طَاعَتِهِمْ لَكَ،

وَ قِلَّةِ غَفْلَتِهِمْ عَنْ أَمْرِكَ، لَوْ عَایَنُوا كُنْهَ مَا خَفِیَ عَلَیْهِمْ مِنْكَ لَحَقَّرُوا أَعْمَالَهُمْ، وَ لَزَرَوْا[27] عَلی أَنْفُسِهِمْ،

وَ لَعَرَفُوا أَنَّهُمْ لَمْ یَعْبُدُوكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، وَ لَمْ یُطیعُوكَ حَقَّ طَاعَتِكَ.

سُبْحَانَكَ خَالِقاً وَ مَعْبُوداً.

وَ سُبْحَانَكَ[28] بِحُسْنِ بَلاَئِكَ عِنْدَ خَلْقِكَ مَحْمُوداً.

وَ سُبْحَانَكَ[29] خَلَقْتَ دَاراً وَ جَعَلْتَ فیهَا مَأْدَبَةً: مَشْرَباً وَ مَطْعَماً، وَ أَزْوَاجاً وَ خَدَماً، وَ قُصُوراً وَ أَنْهَاراً، وَ زُرُوعاً وَ ثِمَاراً.

ثُمَّ أَرْسَلْتَ دَاعِیاً یَدْعُو إِلَیْهَا، فَلاَ الدَّاعِیَ إِلَیْهَا أَجَابُوا، وَ لاَ فیمَا رَغَّبْتَ فیهِ رَغِبُوا، وَ لاَ إِلی مَا شَوَّقْتَ إِلَیْهِ اشْتَاقُوا. [ بَلْ ] أَقْبَلُوا عَلی جیفَةٍ قَدِ افْتَضَحُوا بِأَكْلِهَا، وَ اصْطَلَحُوا عَلی حُبِّهَا،

وَ أَعْمَتْ أَبْصَارَ صَالِحی زَمَانِهَا، وَ فی قُلُوبِ فُقَهَائِهِمْ مِنْ عِشْقِهَا[30]، وَ مَنْ عَشِقَ شَیْئاً أَعْشی

[صفحه 110]

بَصَرَهُ، وَ أَمْرَضَ قَلْبَهُ، وَ أَمَاتَ لُبَّهُ[31]، فَهُوَ یَنْظُرُ بِعَیْنٍ غَیْرِ صَحیحَةٍ، وَ یَسْمَعُ بِأُذُنٍ غَیْرِ سَمیعَةٍ.

قَدْ خَرَقَتِ[32] الشَّهَوَاتُ عَقْلَهُ، وَ أَمَاتَتِ الدُّنْیَا قَلْبَهُ، وَ وَلِهَتْ عَلَیْهَا نَفْسُهُ، فَهُوَ عَبْدٌ لَهَا وَ لِمَنْ فی یَدَیْهِ[33] شَیْ ءٌ مِنْهَا، حَیْثُمَا زَالَتْ زَالَ إِلَیْهَا، وَ حَیْثُمَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَ عَلَیْهَا.

لاَ یَنْزَجِرُ[34] مِنَ اللَّهِ بِزَاجِرٍ، وَ لاَ یَتَّعِظَ مِنْهُ بِوَاعِظٍ، وَ هُوَ یَرَی الْمَأْخُوذینَ عَلَی الْغِرَّةِ، حَیْثُ فَارَقُوا الدُّورَ، وَ صَارُوا إِلَی الْقُبُورِ، وَ حُشِرُوا إِلی دَارٍ دَانَتْ لَهُمْ فیهَا دَوَاهِی الأُمُورِ، فَ[35] لاَ إِقَالَةَ لَهُمْ وَ لاَ رَجْعَةَ، فَعَلِمَ كُلُّ عَبْدٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ كَانَ مَغْرُوراً مَخْدُوعاً.

فَسُبْحَانَ اللَّهِ[36] كَیْفَ بِهِمْ إِذَا[37] نَزَلَ بِهِمْ مَا كَانُوا یَجْهَلُونَ، وَ جَاءَهُمْ مِنْ فِرَاقِ الدُّنْیَا مَا كَانُوا یَأْمَنُونَ، وَ قَدِمُوا مِنَ الآخِرَةِ عَلی مَا كَانُوا یُوعَدُونَ.

فَغَیْرُ مَوْصُوفٍ مَا نَزَلَ بِهِمْ، اجْتَمَعَتْ عَلَیْهِمْ خَلَّتَانِ[38]:

سَكْرَةُ الْمَوْتِ، وَ حَسْرَةُ الْفَوْتِ.

فَاغْبَرَّتْ لَهَا وُجُوهُهُمْ[39]، وَ فَتَرَتْ لَهَا أَطْرَافُهُمْ، وَ تَغَیَّرَتْ لَهَا أَلْوَانُهُمْ، وَ عَرِقَتْ لَهَا جِبَاهُهُمْ،

وَ حَرَّكُوا لِمَخْرَجِ أَرْوَاحِهِمْ أَیْدِیَهُمْ[40].

ثُمَّ ازْدَادَ الْمَوْتُ فیهِمْ وُلُوجاً، فَحیلَ بَیْنَ أَحَدِهِمْ وَ بَیْنَ مَنْطِقِهِ، وَ إِنَّه لَبَیْنَ أَهْلِهِ یَنْظُرُ بِبَصَرِهِ،

وَ یَسْمَعُ بِأُذُنِهِ، عَلی صِحَّةٍ مِنْ عَقْلِهِ، وَ بَقَاءٍ مِنْ لُبِّهِ، یُفَكِّرُ: فیمَ أَفْنی عُمْرَهُ، وَ فیمَ أَذْهَبَ دَهْرَهُ، وَ یَتَذَكَّرُ أَمْوَالاً جَمَعَهَا، وَ حُقُوقاً مَنَعَهَا، وَ قَدْ[41] أَغْمَضَ فی مَطَالِبِهَا، وَ أَخَذَهَا مِنْ مُصَرَّحَاتِهَا وَ مُشْتَبَهَاتِهَا،

قَدْ لَزِمَتْهُ تَبِعَاتُ جَمْعِهَا، وَ أَشْرَفَ عَلی فِرَاقِهَا، تَبْقی لِمَنْ وَرَاءَهُ یَنْعَمُونَ فیهَا، وَ یَتَمَتَّعُونَ بِهَا،

[صفحه 111]

فَیَكُونُ الْمَهْنَأُ لِغَیْرِهِ، وَ الْعِبْ ءُ عَلی ظَهْرِهِ، وَ حِسَابُهَا عَلَیْهِ[42].

وَ الْمَرْءُ قَدْ غَلِقَتْ رُهُونُهُ بِهَا، فَهُوَ یَعَضُّ یَدَهُ نَدَامَةً عَلی مَا أَصْحَرَ لَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ مِنْ أَمْرِهِ،

وَ یَزْهَدُ فیمَا كَانَ یَرْغَبُ فیهِ أَیَّامَ عُمُرِهِ، وَ یَتَمَنَّی أَنَّ الَّذی كَانَ یَغْبِطُهُ بِهَا، وَ یَحْسُدُهُ عَلَیْهَا، قَدْ حَازَهَا دُونَهُ.

فَلَمْ یَزَلِ الْمَوْتُ بِالْمَرْءِ یَزیدُهُ وَ[43] یُبَالِغُ فی جَسَدهِ، حَتَّی خَالَطَ لِسَانَهُ وَ سَمْعَهُ، فَصَارَ بَیْنَ أَهْلِهِ لاَ یَنْطِقُ بِلِسَانِهِ، وَ لاَ یَسْمَعُ بِسَمْعِهِ، یُرَدِّدُ طَرْفَهُ بِالنَّظَرِ فی وُجُوهِهِمْ، یَری حَرَكَاتٍ أَلْسِنَتِهِمْ،

وَ لاَ یَسْمَعُ[44] رَجْعَ كَلاَمِهِمْ.

ثُمَّ ازْدَادَ الْمَوْتُ بِهِ الْتِیَاطاً، فَقَبَضَ بَصَرَهُ كَمَا قَبَضَ سَمْعَهُ، فَذَهَبَتْ مِنَ الدُّنْیَا مَعْرِفَتُهُ،

وَ هَمَلَتْ عِنْدَ ذَلِكَ حُجَّتُهُ.

وَ مَا زَالَ الْمَوْتُ یَزیدُهُ حَتَّی خَالَطَ عَقْلَهُ، فَصَارَ لاَ یَعْقِلُ بِعَقْلِهِ، وَ لاَ یَسْمَعُ بِسَمْعِهِ، وَ لاَ یَنْطِقُ بِلِسَانِهِ، [ وَ لاَ یُبْصِرُ بِعَیْنِهِ ].

فَمَا زَالَ كَذَلِكَ حَتَّی بَلَغَتِ الرُّوحُ الْحُلْقُومَ.

ثُمَّ زَادَهُ الْمَوْتُ حَتَّی[45] خَرَجَتِ الرُّوحُ مِنْ جَسَدِهِ، فَصَارَ جیفَةً عِنْدَ[46] أَهْلِهِ، قَدْ أُوحِشُوا مِنْ جَانِبِهِ، وَ تَبَاعَدُوا مِنْ قُرْبِهِ، لاَ یُسْعِدُ[47] بَاكِیاً، وَ لاَ یُجیبُ دَاعِیاً.

ثُمَّ أَخَذُوا فی غَسْلِهِ فَنَزَعُوا عَنْهُ ثِیَابَ أَهْلِ الدُّنْیَا.

ثُمَّ كَفَّنُوهُ فَلَمْ یُوَزِّرُوهُ، ثُمّ أَلْبَسُوُهُ قَمیصاً لَمْ یَكْفَؤُوا عَلَیْهِ أَسْفَلَهُ وَ لَمْ یُزِرُّوهُ[48].

ثُمَّ حَمَلُوهُ إِلی مَخَطٍّ[49] فِی الأَرْضِ فَأَدْخَلُوهُ، ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ[50] وَ أَسْلَمُوهُ فیهِ إِلی عَمَلِهِ،

[صفحه 112]

وَ انْقَطَعُوا عَنْ زَوْرَتِهِ، وَ خَلُّوهُ بِمُفْظِعَاتِ الأُمُورِ، وَ تَحْتَ مَسْأَلَةِ مُنْكَرَ وَ نَكیرٍ، مَعَ ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَ ضیقِهِ وَ وَحْشَتِهِ. فَذَلِكَ مَثْوَاهُ حَتَّی یَبْلی جَسَدُهُ، وَ یَصیرَ رُفَاتاً رَمیماً[51].

حَتَّی إِذَا بَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ، وَ الأَمْرُ مَقَادیرَهُ، وَ أُلْحِقَ آخِرُ الْخَلْقِ بِأَوَّلِهِ، وَ جَاءَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا یُریدُهُ مِنْ تَجْدِیدِ خَلْقِهِ[52]، أَمَادَ[53] السَّمَاءَ فَفَتَقَهَا[54]، وَ فَطَرَهَا، وَ أَفْزَعَ مَنْ فیهَا، وَ بَقِیَ مَلاَئِكَتُهَا قَائِمَةً عَلی أَرْجَائِهَا.

ثُمَّ وَصَلَ الأَمْرُ إِلَی الأَرَضینَ، وَ الْخَلْقُ رُفَاتٌ لاَ یَشْعُرُونَ[55]، وَ أَرَجَّ[56] الأَرْضَ وَ أَرْجَفَهَا بِهِمْ،

وَ زَلْزَلَهَا عَلَیْهِمْ[57]، وَ قَلَعَ جِبَالَهَا مِنْ أُصُولِهَا[58] وَ نَسَفَهَا وَ سَیَّرَهَا[59]، وَ دَكَّ بَعْضُهَا بَعْضاً مِنْ هَیْبَةِ جَلاَلَتِهِ، وَ مَخُوفِ سَطْوَتِهِ، ثُمَّ كَانَتْ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ، قَدْ دُكَّتْ هِیَ وَ أَرْضُهَا دَكَّةً وَاحِدَةً[60].

وَ أَخْرَجَ مَنْ فیهَا فَجَدَّدَهُمْ بَعْدَ إِخْلاَقِهِمْ[61]، وَ جَمَعَهُمْ بَعْدَ تَفْریقِهِمْ[62].

ثُمَّ مَیَّزَهُمْ لِمَا یُریدُ مِنْ تَوْقیفِهِمْ[63]، وَ مَسْأَلَتِهِمْ[64] عَنْ خَفَایَا الأَعْمَالِ، وَ خَبَایَا الأَفْعَالِ.

فَمَنْ أَحْسَنَ مِنْهُمْ یُجْزیهِ بِأَعْمَالِهِ وَ إِحْسَانِهِ، وَ مَنْ أَسَاءَ مِنْهُمْ یُجْزیهِ بِإِسَاءَتِهِ.

ثُمَّ مَیَّزَهُمْ[65] وَ جَعَلَهُمْ فَریقَیْنِ:

[صفحه 113]

أَنْعَمَ عَلی هؤُلاَءِ وَ انْتَقَمَ[66] مِنْ هؤُلاَءِ[67].

فَأَمَّا أَهْلُ الطَّاعَةِ فَأَثَابَهُمْ بِجِوَارِهِ، وَ خَلَّدَهُمْ فی دَارٍهِ، فَعَیْشٌ رَغَدٌ، وَ مُجَاوَرَةُ رَبٍّ كَریمٍ،

وَ مُرَافَقَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ[68]، حَیْثُ لاَ یَظْعَنُ النُزَّالُ، وَ لاَ تَتَغَیَّرُ بِهِمُ الْحَالُ، وَ لاَ تَنُوبُهُمُ الأَفْزَاعُ[69]، وَ لاَ تَنَالُهُمُ الأَسْقَامُ، وَ لاَ تَعْرِضُ لَهُمُ الأَخْطَارُ، وَ لاَ تُشْخِصُهُمُ الأَسْفَارُ.

وَ أَمَّا أَهْلُ الْمَعْصِیَةِ فَأَنْزَلَهُمْ شَرَّ دَارٍ، وَ خَلَّدَهُمْ فِی النَّارِ[70]، وَ غَلَّ الأَیْدیَ إِلَی الأَعْنَاقِ، وَ قَرَنَ النَّوَاصِیَ بِالأَقْدَامِ، وَ أَلْبَسَهُمْ سَرَابیلَ الْقَطِرَانِ، وَ مُقَطَّعَاتِ النّیرَانِ. فی عَذَابٍ قَدِ اشْتَدَّ حَرُّهُ، وَ بَابٍ قَدْ أُطْبِقَ عَلی أَهْلِهِ، فی نَارٍ لَهَا كَلَبٌ وَ لَجَبٌ[71]، وَ لَهَبٌ سَاطِعٌ، وَ قَصیفٌ هَائِلٌ، لاَ یَظْعَنُ مُقیمُهَا، وَ لاَ یُفَادی أَسیرُهَا، وَ لاَ تُفْصَمُ كُبُولُهَا.

لاَ مُدَّةَ لِلدَّارِ فَتَفْنی، وَ لاَ أَجَلَ لِلْقَوْمِ فَیُقْضی.

فَهَلْ سَمِعْتُمْ بِمِثْلِ هذَا الثَّوَابِ وَ العِقَابِ؟.

مَا لِلنَّاسِ مِنْ هَوْلٍ نَامَ طَالِبُهُ، وَ أَدْرَكَهُ هَارِبُهُ، أَوْ تَشَاغَلَ عَنْهُ بِغَیْرِهِ.

تَشَاغَلَ أَهْلُ الدُّنْیَا بِدُنْیَاهُمْ، وَ تَشَاغَلَ أَهْلُ الآخِرَةِ بِأُخْرَاهُمْ.

فَأَمَّا أَهْلُ الدُّنْیَا فَأَتْعَبُوا أَبْدَانَهُمْ، وَ دَنَّسُوا أَعْرَاضَهُمْ، وَ خَرَجُوا عَنْ دِیَارِهِمْ فی طَاعَةِ مَخْلُوقٍ مِثْلَهِمْ، تَعَبَّدُوا لَهُ، وَ طَلَبُوا مَا فی یَدِهِ، وَ أَذْعَنُوا لَهُ، وَ وَطِئُوا عَقِبَهُ، فَصَارَ أَحَدُهُمْ یَرْجُو عَبْداً مِثْلَهُ، لاَ یَرْجُو اللَّهَ وَحْدَهُ[72].

یَدَّعی، بِزَعْمِهِ، أَنَّهُ یَرْجُو اللَّهَ.

كَذَبَ وَ الْعَظیمِ.

مَا بَالُهُ لاَ یَتَبَیَّنُ رَجَاؤُهُ فی عَمَلِهِ؟.

فَكُلُّ مَنْ رَجَا عُرِفَ رَجَاؤُهُ فی عَمَلِهِ، وَ كُلُّ رَجَاءٍ إِلاَّ رَجَاءَ اللَّهِ تَعَالی فَإِنَّهُ مَدْخُولٌ، وَ كُلُّ خَوْفٍ

[صفحه 114]

مُحَقَّقٌ إِلاَّ خَوْفَ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَعْلُولٌ.

یَرْجُو اللَّهَ فِی الْكَبیرِ، وَ یَرْجُو الْعِبَادَ فِی الصَّغیرِ، وَ یُعْطِی الْعَبْدَ مَا لاَ یُعْطِی الرَّبَّ، وَ یَخَافُ الْعَبیدَ فِی الرَّبِّ، وَ لاَ یَخَافُ فِی الْعَبیدِ الرَّبَّ[73].

فَمَا بَالُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ[74] یُقَصَّرُ بِهِ عَمَّا یُصْنَعُ بِعِبَادِهِ[75] ؟ أَتَخَافُ أَنْ تَكُونَ فی رَجَائِكَ لَهُ كَاذِباً، أَوْ تَكُونَ لاَ تَرَاهُ لِلرَّجَاءِ مَوْضِعاً؟.

وَ كَذَلِكَ إِنْ هُوَ خَافَ عَبْداً مِنْ عَبیدِهِ، أَعْطَاهُ مِنْ خَوْفِهِ مَا لاَ یُعْطی رَبَّهُ، فَجَعَلَ خَوْفَهُ مِنَ الْعِبَادِ نَقْداً، وَ خَوْفَهُ مِنْ خَالِقِهِمْ[76] ضِمَاراً[77] وَ وَعْداً.

وَ كَذَلِكَ مَنْ عَظُمَتِ الدُّنْیَا فی عَیْنِهِ، وَ كَبُرَ مَوْقِعُهَا فی قَلْبِهِ، آثَرَهَا عَلَی اللَّهِ تَعَالی، فَانْقَطَعَ إِلَیْهَا وَ صَارَ عَبْداً لَهَا.

وَ أَمَّا صَاحِبُ الطَّاعَةِ فَاتَّبَعَ أَثَرَ نَبِیِّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ سَلَكَ مَنَاهِجَهُ[78].

وَ لَقَدْ كَانَ فی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَافٍ لَكَ فِی الأُسْوَةِ [ الْ ] حَسَنَةِ[79]، وَ دَلیلٌ لَكَ عَلی ذَمِّ الدُّنْیَا وَ عَیْبِهَا، وَ كَثْرَةِ مَخَازِیهَا وَ مَسَاویهَا، إِذْ قُبِضَتْ عَنْهُ أَطْرَافُهَا، وَ وُطِئَتْ لِغَیْرِهِ أَكْنَافُهَا، وَ فُطِمَ عَنْ رَضَاعِهَا، وَ زُوِیَ عَنْ زَخَارِفِهَا.

وَ [ قَدْ ] عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ زَوَاهَا عَنْهُ اخْتِیَاراً، وَ بَسَطَهَا لِغَیْرِهِ احْتِقَاراً[80].

[صفحه 115]

وَ إِنْ شِئْتَ ثَنَّیْتُ بِمُوسی كَلیمِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلامُ[81] إِذْ[82] یَقُولُ: رَبِّ إِنّی لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقیرٌ[83].

وَ اللَّهِ، مَا سَأَلَهُ إِلاَّ خُبْزاً یَأْكُلُهُ، لِأَنَّهُ كَانَ یَأكُلُ بَقْلَةَ الأَرْضِ.

وَ لَقَدْ كَانَتْ خُضْرَةُ الْبَقْلِ تُری مِنْ شَفیفِ صِفَاقِ بَطْنِهِ، لِهُزَالِهِ وَ تَشَذُّبِ لَحْمِهِ.

وَ إِنْ شِئْتَ ثَلَّثْتُ بِدَاوُدَ عَلَیْهِ السَّلامُ[84] صَاحِبِ الْمَزَامیرِ، وَ قَارِئِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلَقَدْ كَانَ یَعْمَلُ سَفَائِفَ الْخُوصِ بِیَدِهِ، وَ یَقُولُ لِجُلَسَائِهِ: أَیُّكُمْ یَكْفینی بَیْعَهَا، وَ یَأْكُلُ قُرْصَ الشَّعیرِ مِنْ ثَمَنِهَا.

وَ إِنْ شِئْتَ قُلْتُ فی عیسَی بْنِ مَرْیَمَ عَلَیْهِمَا السَّلاَمِ[85]، فَلَقَدْ كَانَ یَتَوَسَّدُ الْحَجَرَ، وَ یَلْبَسُ الْخَشِنَ، وَ یَأْكُلُ الْجَشِبَ.

وَ كَانَ إِدَامُهُ الْجُوعَ، وَ سِرَاجُهُ بِاللَّیْلِ الْقَمَرَ، وَ ظِلاَلُهُ فِی الشِّتَاءِ مَشَارِقَ الأرْضِ وَ مَغَارِبَهَا،

وَ فَاكِهَتُهُ وَ رَیْحَانُهُ مَا تُنْبِتُ الأَرْضُ لِلْبَهَائِمِ.

وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ تَفْتِنُهُ، وَ لاَ وَلَدٌ یَحْزُنُهُ[86]، وَ لاَ مَالٌ یَلْفِتُهُ[87]، وَ لاَ طَمَعٌ یُذِلُّهُ، دَابَّتُهُ رِجْلاَهُ،

وَ خَادِمُهُ یَدَاهُ.

فَتَأَسَّ بِنَبِیِّكَ الأَطْیَبِ الأَطْهَرِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ [ وَ ] اسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ، حینَ حَقَّرَ الدُّنْیَا وَ صَغَّرَهَا، وَ أَهْوَنَ بِهَا وَ هَوَّنَهَا، فَإِنَّ فیهِ أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسَّی، وَ عَزَاءً لِمَنْ تَعَزَّی.

وَ أَحَبُّ الْعِبَادِ[88] إِلَی اللَّهِ تَعَالَی[89] الْمُتَأَسّی بِنَبِیِّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ الْمُقْتَصُّ لأَثَرِهِ،

[صفحه 116]

قَضَمَ الدُّنْیَا قَضْماً، وَ لَمْ یُعِرْهَا طَرْفاً، أَهْضَمُ أَهْلِ الدُّنْیَا كَشْحاً، وَ أَخْمَصُهُمْ مِنَ الدُّنْیَا بَطْناً.

عُرِضَتْ عَلَیْهِ الدُّنْیَا بِمَفَاتیحِهَا وَ خَزَائِنِهَا، لاَ یَنْقُصُهُ ذَلِكَ مِنْ حَظِّهِ مِنَ الآخِرَةِ[90]، فَأَبی أَنْ یَقْبَلَهَا، وَ عَلِمَ[91] أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی أَبْغَضَ شَیْئاً فَأَبْغَضَهُ، وَ حَقَّرَ شَیْئاً فَحَقَّرَهُ، وَ صَغَّرَ شَیْئاً فَصَغَّرَهُ.

وَ لَوْ لَمْ یَكُنْ فینَا إِلاَّ حُبُّنَا مَا أَبْغَضَ اللَّهُ[92]، وَ تَعْظیمُنَا مَا صَغَّرَ اللَّهُ[93]، لَكَفی بِهِ شِقَاقاً للَّهِ،

وَ مُحَادَّةً عَنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالی.

فَلَقَدْ كَانَ نَبِیُّنَا[94] صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یَأْكُلُ عَلَی الأَرْضِ، وَ یَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ،

وَ یَخْصِفُ بِیَدِهِ نَعْلَهُ، وَ یَرْقَعُ بِیَدِهِ ثَوْبَهُ، وَ یَرْكَبُ الْحِمَارَ الْعَارِیَ وَ یُرْدِفُ خَلْفَهُ.

وَ یَكُونُ السِّتْرَ عَلی بَابِ بَیْتِهِ فَتَكُونُ فیهِ التَّصَاویرُ، فَیَقُولُ: یَا فُلاَنَةُ، لإِحْدی أَزْوَاجِهِ[95]،

غَیِّبیهِ عَنّی[96]، فَإِنّی إِذَا نَظَرْتُ إِلَیْهِ ذَكَرْتُ الدُّنْیَا وَ زَخَارِفَهَا[97].

فَأَعْرَضَ عَنِ الدُّنْیَا بِقَلْبِهِ، وَ أَمَاتَ ذِكْرَهَا مِنْ نَفْسِهِ، وَ أَحَبَّ أَنْ تَغیبَ زینَتُهَا عَنْ عَیْنِهِ، لِكَیْلاَ یَتَّخِذَ مِنْهَا رِیَاشاً، وَ لاَ یَعْتَقِدَهَا قَرَاراً، أَوْ[98] یَرْجُوَ فیهَا مُقَاماً، فَأخْرَجَهَا مِنَ النَّفْسِ، وَ أَشْخَصَهَا عَنِ الْقَلْبِ، وَ غَیَّبَهَا عَنِ الْبَصَرِ.

وَ كَذَلِكَ مَنْ أَبْغَضَ شَیْئاً أَبْغَضَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَیْهِ، وَ أَنْ یُذْكَرَ عِنْدَهُ.

وَ لَقَدْ كَانَ فی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مَا یَدُلُّكَ عَلی مَسَاوِئِ الدُّنْیَا وَ عُیُوبِهَا،

إِذْ جَاعَ فیهَا مَعَ خَاصَّتِهِ، وَ زُوِیَتْ عَنْهُ زَخَارِفُهَا مَعَ عَظیمِ زُلْفَتِهِ.

فَلْیَنْظُرْ نَاظِرٌ بِعَقْلِهِ، أَكْرَمَ اللَّهُ تَعَالی مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِذَلِكَ أَمْ أَهَانَهُ؟.

[صفحه 117]

فَإِنْ قَالَ: أَهَانَهُ، فَقَدْ كَذَبَ وَ اللَّهِ الْعَظیمِ، وَ أَتی بِالإِفْكِ الْعَظیمِ.

وَ إِنْ قَالَ: أَكْرَمَهُ، فَلْیَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهَانَ غَیْرَهُ حَیْثُ[99] بَسَطَ الدُّنْیَا لَهُ، وَ زَوَاهَا عَنْ أَقْرَبِ النَّاسِ مِنْهُ وَ أَعَزِّهِمْ عَلَیْهِ[100].

فَتَاَسَّی مُتَأَسٍّ بِنَبِیِّهِ، وَ اقْتَصَّ أَثَرَهُ، وَ وَلَجَ مَوْلِجَهُ، وَ إِلاَّ فَلاَ یَأْمَنِ الْهَلَكَةَ[101].

فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَلَماً لِلسَّاعَةِ، وَ مُبَشِّراً بِالْجَنَّةِ، وَ مُنْذِراً بِالْعُقُوبَةِ.

بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ مُعْذِراً، وَ نَصَحَ لأُمَّتِهِ مُنْذِراً، وَ دَعَا إِلَی الْجَنَّةِ مُبَشِّراً، وَ خَوَّفَ مِنَ النَّارِ مُحَذِّراً.

خَرَجَ مِنَ الدُّنْیَا خَمیصاً، وَ وَرَدَ الآخِرَةَ سَلیماً.

لَمْ یَضَعْ حَجَراً عَلی حَجَرٍ، وَ لاَ لَبِنَةَ عَلی لَبِنَةٍ[102]، حَتَّی مَضی لِسَبیلِهِ، وَ أَجَابَ دَاعِیَ رَبِّهِ.

فَمَا أَعْظَمَ مِنَّةَ اللَّهِ عِنْدَنَا حینَ[103] أَنْعَمَ عَلَیْنَا بِهِ سَلَفَاً نَتَّبِعُهُ، وَ قَائِداً نَطَأُ عَقِبَهُ.

وَ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذی أَكْرَمَنَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، أَرْسَلَهُ رَحْمَةً وَ حُجَّةً، فَجَلَّتْ وَ وَصَلَتْ إِلَیْنَا نِعَمُهُ بِنِعْمَةٍ أَسْبَغَهَا عَلَیْنَا، فَبَلَّغَ رِسَالاَتِ رَبِّهِ، وَ نَاصَحَ لأُمَّتِهِ مُنْذِراً وَ دَاعِیاً.

فَمَا أَعْظَمَ النِّعْمَةَ عَلَیْنَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

فَبِهِ هَدَانَا اللَّهُ مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَ اسْتَنْقَذَنَا بِهِ مِنْ جَمَرَاتِ النَّارِ، وَ بَصَّرَنَا بِهِ مِنَ الْعَمی، وَ عَلَّمَنَا بِهِ بَعْدَ الْجَهَالَةِ، وَ أَعَزَّنَا بِهِ فِی خَلَّتِنَا، وَ كَثَّرَنَا بِهِ فی قِلَّتِنَا، وَ رَفَعَ بِهِ خَسیسَنَا، وَ نَحْنُ بَعْدُ نَرْجُو شَفَاعَتَهُ.

وَ اللَّهُ أَوْجَبَ حَقَّهُ عَلَیْنَا فَأَمَرَنَا بِالصَّلاَةِ عَلَیْهِ، فَصَلُّوا عَلَیْهِ، صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

فلمّا فرغ علیه السلام من الصلاة قام إلیه رجل فقال:

یا أمیر المؤمنین قد عظّمت اللّه فلم تأل فی تعظیمه، و حمدته فلم تأل فی تحمیده، و حثثت الأمة و زهّدت و رغّبت.

[صفحه 118]

فقال علیه السلام:[104].

نَحْنُ، أَهْلُ الْبَیْتِ[105]، شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَ مَحَطُّ الرِّسَالَةِ، وَ مُخْتَلَفُ الْمَلاَئِكَةِ، وَ مَعَادِنُ الْعِلْمِ،

وَ مَوَاطِنُ الْحِلْمِ، وَ مَصَابیحُ الظُّلَمِ[106]، وَ یَنَابیعُ الْحِكَمِ.

نَحْنُ أَصْحَابُ رَایَاتِ بَدْرٍ، لاَ یَنْصُرُنَا إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَ لاَ یَخْذُلُنَا إِلاَّ مُنَافِقٌ.

مَنْ نَصَرَنَا نَصَرَهُ اللَّهُ، وَ مَنْ خَذَلَنَا خَذَلَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الآخِرَةِ.

وَ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ أَقْوَاماً بَایَعُونی وَ فی قُلُوبِهِمُ الْغَدْرُ.

أَلاَ وَ إِنّی لَسْتُ أُقَاتِلُ إِلاَّ مَارِقاً یَمْرُقُ مِنْ دینِهِ، وَ نَاكِثاً بِبَیْعَتِهِ یُریدُ الْمُلْكَ لِنَفْسِهِ، یَبیعُ دینَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْیَا قَلیلٍ، وَ إِنَّمَا یُقَاتِلُ مَعَنَا مَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَ سَعی لَهَا سَعْیَهَا.

أَلاَ إِنَّ[107] نَاصِرَنَا وَ مُحِبَّنَا یَنْتَظِرُ فی كُلِّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ[108] الرَّحْمَةَ مِنَ اللَّهِ[109]، وَ إِنَّ[110] خَاذِلَنَا[111] وَ مُبْغِضَنَا یَنْتَظِرُ السَّطْوَةَ[112] مِنَ اللَّهِ كُلَّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ.

فَلْیُبَشَّرْ وَلِیُّنَا بِالأَرْبَاحِ الْوَافِرَةِ، وَ الْجَنَّةِ الْعَالِیَةِ، وَ لْیَنْتَظِرْ عَدُوُّنَا النَّقْمَةَ فِی الدُّنْیَا وَ الآخِرَةِ[113].


صفحه 107، 108، 109، 110، 111، 112، 113، 114، 115، 116، 117، 118.








    1. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 644.
    2. ورد فی المصدر السابق. و العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 166. باختلاف یسیر.
    3. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 645.
    4. ورد فی المصدر السابق. و العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 166. باختلاف یسیر.
    5. مصیره. ورد فی
    6. تبلی و تولی. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 645.
    7. یقصر. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 190. و نسخة الأسترابادی ص 215. و نسخة عبده ص 341. و نسخة العطاردی ص 183.
    8. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 645.
    9. ورد فی العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 167.
    10. ورد فی المصدر السابق.
    11. الأعمار. ورد فی نسخة ابن أبی المحاسن ص 188. و متن شرح ابن میثم ج 3 ص 276. و متن شرح ابن أبی الحدید ج 9 ص 467. و نسخة الأسترابادی ص 215. و نسخة العطاردی ص 184.
    12. ورد فی
    13. و انبهرت. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 190.
    14. سواتر. ورد فی المصدر السابق. و نسخة ابن المؤدب ص 135. و نسخة نصیری ص 87. و نسخة الآملی ص 132. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 188. و نسخة الأسترابادی ص 215. و نسخة عبده ص 341.
    15. ورد فی.
    16. ورد فی العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 167. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 647. باختلاف بین المصدرین.
    17. إلاّ إلیك. ورد فی عدد من نسخ النهج لكننا ذكرنا متن نسخة نصیری.
    18. ورد فی العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 167.
    19. ورد فی المصدر السابق. و غرر الحكم للآمدی ج 2 ص 748. باختلاف یسیر.
    20. ورد فی العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 167. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 646.
    21. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 646.
    22. نعیم. ورد فی نسخة نصیری ص 62.
    23. ورد فی العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 168.
    24. ورد فی المصدر السابق باختلاف.
    25. لم یشعبهم. ورد فی نسخة العام 400 ص 120. و نسخة ابن المؤدب ص 89. و نسخة نصیری ص 62. و نسخة الآملی ص 86. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 125.
    26. ورد فی العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 168.
    27. لأزروا. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 89. و نسخة نصیری ص 62. و نسخة الآملی ص 86. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 125.
    28. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 646.
    29. ورد فی المصدر السابق. و العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 168. باختلاف یسیر.
    30. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 648.
    31. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 648.
    32. أحرقت. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 2 ص 532.
    33. یده. ورد فی نسخة ابن أبی المحاسن ص 126. و نسخة عبده ص 261. و نسخة العطاردی ص 123 عن شرح فیض الإسلام.
    34. لا یزدجر. ورد فی متن شرح ابن میثم ج 3 ص 60. و متن مصادر نهج البلاغة للخطیب ج 2 ص 230.
    35. ورد فی العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 168. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 649.
    36. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 649.
    37. ورد فی المصدر السابق.
    38. ورد فی المصدر السابق.
    39. ورد فی المصدر السابق. و العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 168. باختلاف یسیر.
    40. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 649.
    41. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 650.
    42. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 650.
    43. ورد فی المصدر السابق ص 651.
    44. و لا یستطیع. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 91.
    45. ورد فی العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 168. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 651. باختلاف یسیر.
    46. بین. ورد فی نسخة العام 400 ص 125. و نسخة ابن المؤدب ص 91. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 127. و نسخة الأسترابادی ص 141. و نسخة العطاردی ص 124.
    47. لا یسمع. ورد فی العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 168.
    48. ورد فی العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 168. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 651. باختلاف بین المصدرین.
    49. محطّ. ورد فی نسخة العطاردی ص 124.
    50. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 653.
    51. ورد فی العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 168. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 653. باختلاف یسیر.
    52. إعادته. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 653.
    53. أمار. ورد فی هامش نسخة ابن المؤدب ص 91. و هامش نسخة الآملی ص 87. و نسخة العطاردی ص 125 عن نسخة.
    54. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 653.
    55. ورد فی المصدر السابق. و العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 169.
    56. فرجّ. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 654.
    57. ورد فی المصدر السابق. و العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 169.
    58. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 654.
    59. ورد فی المصدر السابق.
    60. ورد فی المصدر السابق.
    61. علی أخلاقهم. ورد فی متن شرح ابن میثم ج 3 ص 67. و متن بهج الصباغة ج 8 ص 554. و ورد أخلاقهم فی نسخة ابن المؤدب ص 91. و نسخة عبده ص 263.
    62. تفرّقهم. ورد فی نسخة نصیری ص 63. و نسخة عبده ص 263. و نسخة الصالح ص 162.
    63. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 654.
    64. مساءلتهم. ورد فی نسخة العام 400 ص 125. و نسخة ابن المؤدب ص 91. و نسخة نصیری ص 63. و نسخة الآملی ص 88. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 127. و نسخة الأسترابادی ص 141. و نسخة العطاردی ص 125.
    65. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 653.
    66. سخط. ورد فی نسخة نصیری ص 63.
    67. أولاء. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 125. و نسخة الآملی ص 88.
    68. ورد فی العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 169. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 655. باختلاف یسیر.
    69. الفجائع. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 654.
    70. ورد فی المصدر السابق ص 655. و العقد الفرید لابن عبد ربه ج 4 ص 169.
    71. جلب. ورد فی نسخة ابن أبی المحاسن ص 128. و نسخة الآملی ص 88. و نسخة العطاردی ص 125 عن شرح الكیذری.
    72. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 655.
    73. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 2 ص 877.
    74. سبحانه. ورد فی نسخة نصیری ص 88.
    75. به لعباده. ورد فی نسخة الصالح ص 226. و ورد لعباده فی متن منهاج البراعة ج 9 ص 356. و متن بهج الصباغة ج 11 ص 25. و متن مصادر نهج البلاغة ج 2 ص 367. و نسخة العطاردی ص 184.
    76. خالقه. ورد فی نسخة الأسترابادی ص 216. و نسخة العطاردی ص 184. و نسخة الصالح ص 226.
    77. ضمانا. ورد فی نسخة نصیری ص 88.
    78. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 656.
    79. ورد فی المصدر السابق ص 657.
    80. اختبارا. ورد فی دستور معالم الحكم للقضاعی ص 41. و غرر الحكم للآمدی ج 2 ص 533.
    81. صلّی اللّه علیه و سلّم. ورد فی نسخة نصیری ص 88. و نسخة الآملی 133. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 190.

      و نسخة العطاردی ص 184. و نسخة الصالح ص 226.

    82. حیث. ورد فی نسخة الآملی 133. و متن شرح ابن أبی الحدید ج 9 ص 229. و نسخة الصالح ص 226. و نسخة العطاردی ص 185 عن شرح فیض الإسلام.
    83. القصص، 24.
    84. بداوود... الجنّة صلّی اللّه علیه و سلّم. ورد فی نسخة الصالح ص 227.
    85. صلّی اللّه علیه و سلّم. ورد فی المصدر السابق. و نسخة نصیری ص 88.
    86. یلفته. ورد فی هامش نسخة نصیری ص 88.
    87. یلهیه. ورد فی المصدر السابق.
    88. عباد اللّه. ورد فی نسخة نصیری ص 88.
    89. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 186.
    90. ورد فی دستور معالم الحكم للقضاعی ص 41.
    91. لعلمه. ورد فی المصدر السابق.
    92. و رسوله. ورد فی نسخة عبده ص 344. و نسخة الصالح ص 228. و نسخة العطاردی ص 186 عن شرح فیض الإسلام.
    93. و رسوله. ورد فی المصادر السابقة.
    94. رسول اللّه. ورد فی نسخة نصیری ص 89. و نسخة الأسترابادی ص 218.
    95. عائشة. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 657.
    96. عن عینی. ورد فی نسخة نصیری ص 89.
    97. زخرفها. ورد فی المصدر السابق.
    98. و لا. ورد فی المصدر السابق. و نسخة العام 400 ص 193. و نسخة الآملی ص 134. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 191.

      و نسخة الأسترابادی ص 219. و نسخة العطاردی ص 186. و نسخة الصالح ص 228.

    99. حین. ورد فی نسخة نصیری ص 89.
    100. ورد فی تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 111.
    101. یأمننّ هلكته. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 657.
    102. ورد فی تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 111.
    103. حیث. ورد فی نسخة نصیری ص 89.
    104. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 657.
    105. ورد فی بصائر الدرجات للصفّار ص 72.
    106. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 657. و غرر الحكم للآمدی ج 2 ص 799.
    107. ورد فی المصدرین السابقین.
    108. ورد فی المصدرین السابقین.
    109. ورد فی المصدرین السابقین.
    110. ورد فی المصدرین السابقین.
    111. عدوّنا. ورد فی أكثر نسخ النهج.
    112. اللّعنة. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 126.
    113. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 659.